كأس العالم: قصّة الكرة الرسميّة من تينتو إلى الرحلة
اعتُمدت كرات رسميّة مختلفة منذ انطلاق كأس العالم لكرة القدم، خضعت لتطوير تقنّي متلاحق، خاصّة بعد بداية شركة أديداس بتصميمها في نسخة 1970، وصولا إلى نسخة قطر 2022، التي ستعتمد "الرحلة" في ملاعبها بدءً من 20 نوفمبر الجاري.
لقد صُنّعت الكرات، في بادئ الأمر، بالكامل من جلد الحيوانات، لكنّها عانت من الثقل وبعض المشكلات خصوصا خلال هطول الأمطار، حتّى أصبحت أقلّ وزنا وأكثر دقّة وسرعة.
ويُتخذ اسم كرة البطولة وألوان تصميمها وفقا للدولة المضيفة وثقافتها، وعادة ما تخضع للعديد من الاختبارات للتأكّد من تطابقها مع المواصفات والمعايير التي يضعها الاتّحاد الدولي (فيفا)، ويتم استغلالها تسويقياً عبر بيع الملايين من نسخها بمبالغ مرتفعة.
وقد قرّر الاتّحاد الدولي لكرة القدم استخدام كرة واحدة رسمية بمعايير محدّدة بدءً من بطولة كأس العالم 1934، ومنذ 1970 تقوم شركة أديداس بتقديم كرة جديدة.
الأوروغواي 1930: تينتو
في أوّل نسخة من كأس العالم، عام 1930 في الأوروغواي، لُعب النهائي بكرتيْن نتيجة خلاف بين الأرجنتين والأوروغواي. الكرة الأولى من الأرجنتين واسمها "تينتو" تقدّم فيها الأرجنتينيون 2-1، والثانية للمضيف الأوروغواي "تي موديل" كانت أكبر حجماً لتنتهي المباراة بفوز الأخيرة 4-2.
إيطاليا 1934: فيدرالي 102
أُقيمت نسخة 1934 في إيطاليا، وتمّ اختيار تصميم الكرة المقدم من شركة ( ECAS )، والتي وصل محيطها لـ 69 سم، ووزنها لـ 480 جرام، وأطلق عليها إسم فيدرالي 102.
فرنسا 1938: بالون الان
في كأس العالم 1938 الذي أقيم في فرنسا، تمّ الاتفاق مع شركة “ألين باريس” على تصنيع الكرة الرسمية الخاصة بتلك النسخة، وأطلق عليها (ألين) تمّ زيادة وزنها لـ 485 جرام، مع الالتزام بحجم محيطها المقدر بـ 69 سم.
البرازيل 1950: سوبر بال ديبلو تي
تمّ الاعتماد على الكرة المقدّمة من شركة (سوبر بولا) والتي أطلق عليها (دابلو تي)، وذلك في نسخة كأس العالم 1950، والتي أقيمت في البرازيل، وكان وزنها هو نفسه الوزن السابق 485 جرام، ومحيطها 69 سم.
سويسرا 1954: تي ألين سوبر
أُقيمت نسخة كأس العالم 1954 في سويسرا، وتمّ الاعتماد على شركة (كوست سبورت) لتصميم الكرة الرسميّة للمونديال، وتمّ إطلاق إسم (تي ألين سوبر) عليها، وعاد الاعتماد على الوزن القديم 480 جرام وظل الالتزام بمحيطها 69 سم، وكانت أوّل كرة يتم استخدام منها 18 قطعة.
السويد 1958: توب ستار
في نسخة كأس العالم 1948 التي أقيمت في السويد، تمّ عرض 120 كرة للاختيار من بينهم الكرة الرسمية المستخدمة في البطولة، هذه المرة اعتمد (فيفا) على فكرة مبتكرة، من خلال عرض الكرات في اختبار للاعبين معصوبي العينين من قِبل اللجنة الرسمية.
وفي النهاية، تمّ الاعتماد على الكرة المصمّمة من جانب شركة “سيدسفنكا” وأطلق عليها “توب ستار”، هذه المرة تم تقليل وزنها لـ 460 جرام، والإلتزام بمحيطها بـ 69 سم.
الشيلي 1962: كراك
في تلك النسخة من كأس العالم، التي أقيمت في تشيلسي، تمّ اختيار التصميم المقدم من شركة (كوستوديو زامورا) والتي أطلق عليها إسم (كراك).
لكن في المباراة الافتتاحيّة، شكّك الحكم (كين أستون)، في الكرة، فتم الاعتماد على كرة النسخة الماضية (توب ستار) في الشوط الثاني من المباراة الافتتاحيّة.
تلك النسخة شهدت الاعتماد على أكثر من كرة، بسبب تشكيك منتخبات أوروبا في الكرات التي يتم تصنيعها محليًا في أمريكا الجنوبية.
انقلترا 1966: شالنج 4 ستار
في كأس العالم 1966، الذي أقيم في إنجلترا، تمّ اختيار الكرة المقدمة من شركة (سالزنجر) وأطلق عليها إسم (شالنج 4 ستار).
كرة (شالنج 4 ستار)، تمّ الاعتماد على 18 قطعة لتصميمها لأوّل مرّة، كما تمّ الاعتماد على مزيج بين اللونين البرتقالي والأصفر، وكانت بوزن 470 جرام ومحيطها وصل لـ 69 سم.
المكسيك 1970: تيلستار
أطلقت أديداس الكرة الرسميّة الأولى من تصنيعها عام 1970 في المكسيك تحت اسم تيلستار، في إشارة إلى قمر صناعي أميركي أطلق عام 1962، ثم اتبعتها بنسخ أخرى، آخرها "تيلستار 18" في مونديال روسيا 2018.
أصبح التصميم مستخدما لتصوير كرة القدم في وسائط مختلفة، تألّفت من 32 قطعة جلدية باللونين الأبيض والأسود، مما جعلها الأكثر دائرية في عهدها. سلّمت الشركة 20 كرة لخوض المباريات، فيما اعتمدت كرة بنّية في مباراة ألمانيا والبيرو وأخرى بيضاء في الشوط الأول من مباراة إيطاليا وألمانيا الشهيرة.
ألمانيا الغربية 1974: تيلستار دورلاست
كانت كرة تيلستار مذهلة لدرجة أنها استخدمت مع بعض التعديلات الطفيفة، في نسخة 1974 بألمانيا الغربية. تم تسميتها "تيلستار دورلاست"، للتنويه إلى غلاف دورلاست بمادة بولي يوريثان الذي تمّ تطعيم الكرة به منذ عام 1970 لحماية جلدها وضمان مقاومتها للمياه، وهي كلمة كانت متواجدة أيضاً على كرة المكسيك.
الأرجنتين 1978: تانغو
كانت كرة "تانغو"، المنسوبة للرقصة الشهيرة في الأرجنتين، قمة في الإبداع، مما مهّد الطريق نحو كرات أفضل في نهائيات كأس العالم اللاحقة. تكوّنت من عشرين قطعة سداسية مع تصميم يخلق انطباعًا من 12 دائرة.
إسبانيا 1982: تانغو إسبانيا
نظرًا لنجاح تانغو الباهر وبيعها بأعداد هائلة لتصبح الكرة الأشهر في العالم، لم تعبث أديداس كثيرًا بكرة إسبانيا 1982، حيث قدّمت كرة تانغو إسبانيا.
على غرار سابقتها، كانت مطلية بالبولي يوريثان مع تعديلات على مواصفات مقاومة المياه والمتانة. كانت بها طبقات مطاطية جديدة ومحسّنة وكانت آخر كرة جلدية تستخدم في كأس العالم. كما تخلّت الشركة تمامًا عن طبقة دورلاست وأصبحت الفواصل بين شرائح الكرة ملحومة بشكل كامل، مع الإبقاء على الخياطة.
المكسيك 1986: أزتيكا مكسيكو
أعلنت الشركة الألمانية عن أوّل كرة كأس العالم اصطناعية بالكامل وليست من جلد طبيعي كما هو معتاد، وأوّل كرة يتم خياطتها باليد، أطلق عليها اسم أزتيكا. سرعان ما ظهرت جاذبية تلك الكرة في ظل عودتها لشكلها الطبيعي لدى ركلها واختبارها، بشكل أفضل من كرة الجلد الطبيعي.
تصميم الأزتيكا وتطويع نمط أديداس الكلاسيكي جاء على شكل مثلثات من فن الأزتيك المعماري.
إيطاليا 1990: إتروسكو أونيكو
استلهم الاسم والتصميم المعقد من تاريخ إيطاليا القديم والفنون الجميلة للحضارة الاتروسكانية. ثلاثة رؤوس أسود زيّنت الثلاثيات. كانت أول كرة بطبقة داخلية من البولي يوريثين السوداء.
الولايات المتحدة 1994: كويسترا
لاقت هذه الكرة شعبية واسمها مشتق من كلمة قديمة تعني "البحث عن النجوم". تميّز تصميمها بوحي من السفر عبر الفضاء، علماً أنّ 1994 صادف الذكرى الخامسة والعشرين لمهمة أبولو 11 التي حدث فيها أول هبوط على سطح القمر في إحدى أهم اللحظات بتاريخ الدولة المضيفة.
فرنسا 1998: تريكولور
هي أوّل كرة متعددة الألوان في بطولة كأس العالم. استخدمت الألوان الثلاثة (أحمر وأبيض وأزرق) تماشياً مع علم فرنسا والديك هو رمز تقليدي.
تمّ تطوير طبقة الرغوة الخارجية المضافة في عام 1994 بشكل أكبر لتجعل الكرة أكثر سرعة ونعومة، لكن الأهم كان بلا شك تحول تلك الكرة إلى نقطة انطلاق لتعدّد الألوان وتغيير التصميم.
كوريا الجنوبية واليابان 2002: فيفرنوفا
تخلّت الشركة الألمانية تمامًا عن نموذج تانغو لتقدّم كرة بيضاء بسيطة مع أنماط مثلثة بالألوان الخضراء، الذهبية والحمراء منسجمة مع الثقافة الآسيوية.
تكوّنت من 11 طبقة بسماكة 3 ملم، بما في ذلك طبقة رغوية خاصة فيها بالون مملوء بالغاز. انتُقدت بسبب خفتها لكن نجم عنها أهداف رائعة خلال البطولة.
ألمانيا 2006: تيمغايست
كان أكبر تطوّر ملحوظ على كرة نسخة 2006 قلة ظهور الشقوق بين أقسام الكرة الـ14 المنحنية والتي يعني اسمها "روح الفريق". تم تصميمها من قبل فريقي اديداس ومولتن وصنعتها أديداس. في كل مباراة طُبع على الكرة تاريخ المواجهة، اسما المنتخبين والملعب. خُصّصت كرة خاصة للنهائي باسم "تيمغايست برلين" الذهبية بين ايطاليا وفرنسا.
جنوب إفريقيا 2010: جابولاني
أثارت الكرة التي تعني "الاحتفال" بلغة ايسيزولو جدلا كبيراً في مونديال جنوب إفريقيا 2010، لانها صُنعت "من أجل تعقيد مهمة الحراس" بحسب ما اعتبر حينها حارس تشيلي كلاوديو برافو. كانت الكرة غير متوقعة المسار مصنوعة من ثماني قطع مصبوبة ولها سطح محكم مصمّم لتحسين الانسيابية الهوائية.
البرازيل 2014: برازوكا
بعد خيبة جابولاني، استعادت برازوكا الثقة وهي أوّل كرة في تاريخ البطولة يتم تسميتها من قبل الجمهور. رمزت إلى الفخر الوطني ونمط الحياة البرازيلية. مثلت بتصميمها من ست قطع مماثلة الأساور الملونة التقليدية الجالبة للحظ المنتشرة في البرازيل، بالإضافة إلى كونها تعكس الحيوية المرافقة لكرة القدم في البلد الأمريكي الجنوبي.
روسيا 2018: تيلستار 18
اعتُمد اللون الابيض للكرة مع لوحات مستطيلة باللونين الأسود والرمادي. لأول مرة تكوّنت الكرة مزوّدة بشريحة للتواصل قريب المدى. بعد دور المجموعات، كُشف عن نظام ألوان جديد في المباريات الـ16 المتبقية وكرة باسم "تلستار ميشتا" وهي تعني في الروسية الحلم والطموح.
اكتفت كرة مونديال روسيا بستة أقسام فقط لكن تم ترتيبها بشكل مختلف تماماً ومُنحت تأثيراً بصرياً جعل الأقسام تبدو وكأنها أشبه بكرة تيلستار 70 بأقسامها الـ32.
قطر 2022: الرحلة
تتّسم "الرحلة" بقدرتها على التنقل في الهواء أسرع من أي كرة أخرى بحسب فيفا. لُقّبت بالرحلة لأنها مستوحاة من ثقافة وعمارة وقوارب قطر، إضافة لعلمها الوطني، وتمثل الألوان القاتمة والنابضة بالحياة على الخلفية اللؤلؤية البلد المضيف والانتشار المستمر للعبة.
تُعدّ "الرحلة" أوّل كرة في المونديال تُصنع حصرياً من الأحبار والمواد اللاصقة القائمة على الماء. توفّر النواة السرعة والدقة واتساق الحركة والثبات في الهواء، إضافة لدقة الارتداد، أما السطح فيتألف من جلد اصطناعي محكم ومكوّن من 20 قطعة.